تحت رعاية وزير الداخلية
الفريق أول القحطاني يفتتح المنتدى السعودي الأول لأعمال التطوع

تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، افتتح معالي مساعد وزير الداخلية لشؤون العمليات الفريق أول سعيد بن عبدالله القحطاني اليوم أعمال المنتدى السعودي الأول لأعمال التطوع وذلك في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض.
وأكد الفريق أول القحطاني في كلمة ألقاها بهذه المناسبة أن انعقاد المنتدى السعودي الأول لأعمال التطوُّع يعكس استمرار اهتمام المملكة منذ نشأتها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ ومن بعده أبناؤه البررة ورجاله المخلصون، بالعمل التطوعي، الذي يُعد إحدى ركائز النهوض بالمجتمعات، لما يمثّله في أبهى صوره من تجسيد عملي لمبدأ التكافل الاجتماعي، بصفته مجموعة من الأعمال الإنسانية والخيرية والمجتمعية، وذلك من خلال الدعم المادي والتنظيمي والتشريعي لمجالاته المختلفة.
كما أكد معاليه أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ـ حفظهما الله ـ نقلا برؤيتهما الثاقبة العمل التطوّعي في المملكة إلى طابعه المؤسّسي الممنهج، مشيراً إلى أن خادم الحرمين الشريفين يعد من روّاد العمل التطوّعي، وإسهاماته في مجال الأعمال الإغاثية والإنسانية والتطوّعية ذات دلالة عظيمة على محبته للخير والمساهمة والبذل والعطاء والبر والإحسان، لاسيما في أوقات الأزمات.
وبين أن خادم الحرمين الشريفين قد ترأّس منذ عام 1375هـ عدداً من اللجان والهيئات الرسمية والمحلية لجمع التبرعات لمساعدة المحتاجين والمتضررين من النوازل الكوارث، إضافة إلى أن مشاركاته في العمل الإغاثي والتطوّعي ترسم منهجاً ثابتاً يؤكد أن الجهد التطوّعي سمة لأبناء هذا الوطن المبارك، فهم يستمدون ذلك من الكتاب والسنة، وجاء تتويج هذه الأعمال العظيمة المباركة بتأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي بلغ عدد مشاريعه نحو 308 مشاريع، بكلفة تزيد على 967.5 مليون ريال.
وأشار إلى أن مركز الملك سلمان الاجتماعي، الذي أتمّ 20 عاماً من العمل الإنساني، حقق الكثير من الإنجازات في كافة مرافقه، حيث أهدى العالم 22 مبادرة تطوّعية من خلال 22 مشروعاً تطوّعياً نوعياً في 12 بلدًا، وذلك عبر مسابقة "سعودي مرّ من هنا".
وأوضح معالي مساعد وزير الداخلية لشؤون العمليات أن رؤية المملكة 2030 تولي التطوّع عناية كبيرة، حيث جعلت أحد مستهدفاتها تحقيق الريادة للمملكة العربية السعودية على المستوى العالمي في مجال العمل التطوّعي، إذ تستهدف الرؤية رفع عدد المتطوّعين من 11 ألف متطوّع إلى مليون متطوّع؛ لما له من أهمية كبيرة في تجسيد مبدأ التكافل الاجتماعي وترابط المجتمع، وتحقيق الاستفادة الإيجابية لخدمة الوطن والمواطن في مختلف نواحي الحياة الاجتماعية، وتحسين الظروف الحياتية والمعيشية للأفراد والمساهمة في تلبية الاحتياجات الإنسانية لهم، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية تعمل على تفعيل مشروع النظام الشامل للمتطوّعين في المملكة؛ لتحقيق الفائدة لكافة الجهات والقطاعات في الاستعانة بالمتطوّعين ضمن اختصاصاتها، وفق لوائح تنفيذية.
وأوضح معالي مدير عام الدفاع المدني الفريق سليمان العمرو من جانبه أن المملكة العربية السعودية بخلفياتها الإنسانية والدينية والثقافية والعربية سعت منذ نشأتها إلى توثيق روابط العمل التطوّعي على المستوى الداخلي والمحلي والإقليمي والدولي؛ إيماناً منها بأن السلام والأمن والرخاء والارتقاء الاجتماعي هدف سامٍ تنشده لأفراد شعبها ولجميع المجتمعات.
وأكد الفريق العمرو أن الواقع المشاهد يقول إن المملكة دائماً هي الأولى في أعمال الدعم التطوّعي والمساعدات المختلفة، ويتجلّى ذلك في اهتمامها بالمناسبات التي تحتفي بها المنظمات الدولية في مجال العمل التطوّعي، وقال إنها من أوائل الدول التي شاركت في عامي التطوّع العالميين: الأول 1387هـ، والثاني 1421هـ، كما تحتفي سنوياً في الخامس من ديسمبر باليوم العالمي للتطوّع.
ولفت الانتباه إلى أن الدراسات البحثية والإحصائية والسكانية للمملكة العربية السعودية تشير إلى أن مؤسسات العمل الخيري وجمعياته في تزايد، إذ أخذت منحنى جديداً في الاختصاصات التطوّعية وتنوّع الخدمات الاجتماعية، وأن مسار الدعم الثقافي والعلمي للعمل التطوّعي يشهد اهتماماً غير مسبوق، لاسيما أن مسار العمل التطوّعي يتلقّى دعماً مناسباً من الدولة ومؤسسات العمل الخيري، وأن الإقبال على العمل التطوّعي يشهد اتجاهات إيجابية عالية، كما أن معدل النموّ السكاني في تنامٍ مستمر؛ لهذا رأت الدولة - حفظها الله - الاستفادة من الطاقات الشبابية للنهوض بمسيرة التنمية، ووضعت لها رؤيتها واستراتيجيتها التي منها (وطن طموح ومواطن مسؤول). وأكد الفريق العمرو أن رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحوّل الوطني 2020 اللذين يستهدفان الوصول إلى مليون متطوّع في القطاع غير الربحي سنوياً مقابل 11 ألف متطوع حالياً، خطّا الحرف الأول من جملة العمل، قائلاً: "ما يجب أن نقوم به نحن المجتمعين والمعنيين والمختصين هو أن نضع نقطة نهاية الجملة".
وعلّق معالي مدير عام الدفاع المدني على المنتدى السعودي الأول للتطوّع؛ بأن ما حظي به من عناية من سمو وزير الداخلية الذي دعُيت إليه نخبة من روّاد وقادة العمل التطوّعي في المملكة في القطاع الحكومي والرسمي والأهلي وفرق العمل التطوّعي، ليس إلا سطراً من سطور العمل في صفحته الأولى