نظّمت جمعية الإعاقة الحركية للكبار "حركية"، حفل الزواج الجماعي برعاية أوقاف محمد بن عبدالعزيز الراجحي، لعدد 20 من الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، مستفيدي الجمعية، بفندق مداريم كروان، بحضور المهندس ناصر بن محمد المطوع رئيس مجلس الإدارة، وأعضاء المجلس، وكبار الداعمين والمدعوين، وأقارب العرسان، ومنسوبي الجمعية.

بدأ الحفل بالسلام الملكي، تلا ذلك آيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة الجمعية ألقاها رئيس مجلس الإدارة المهندس ناصر المطوع، رحب فيها بالحضور الكريم، لمشاركتهم فرحة المقبلين على الزواج من الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية.

وقال المطوع، إن هذه المناسبة الخيرة تأتي انطلاقاً من اهتمام الجمعية بدعم المستفيدين، وتمكينهم، وتحقيق رغباتهم في الزواج، ومشاركتهم فرحة العمر وإدخال البهجة والسعادة عليهم، وتجسيداً لمعاني التكاتف والتآزر الذي حثّ عليه ديننا الحنيف وتضمنته القيم الإسلامية. وكذلك تأتي تجسيداً للتكافل بين أفراد المجتمع الواحد، والإسهام في تحقيق الرؤية الوطنية 2030 التي دعت إلى الاهتمام بمستفيدي القطاع غير الربحي، وتوفير الحياة الكريمة لهم.

وأضاف المطوع؛ أن "حركية" تسعى من خلال حفلات الزواج الجماعي، إلى مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية المقبلين على الزواج مالياً وتمكينهم من توفير متطلبات الزواج كافة، إضافة إلى مساعدتهم عينياً من خلال المساهمة بتأثيث المنزل، وتوفير الأجهزة المنزلية.

وأشار إلى أن الزواج يحقق الاستقرار النفسي والاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، إضافة إلى حاجتهم إلى شريك يقوم بمساعدتهم على تخطي مصاعب الحياة وإشعارهم بالاندماج الكامل في المجتمع، ونظراً لرغبة كثير منهم في الزواج، فقد أقرّت الجمعية حفل الزواج الجماعي الذي يُقام سنوياً لتحقيق أمنياتهم، حيث تقيم الجمعية حفلاً للرجال وآخر للنساء، يتم من خلاله توزيع المساعدات النقدية والعينية للمتزوجين.

وأوضح المطوع، أن "حركية" تحرص على تنظيم دورات تأهيلية وإرشادية للمقبلين على الزواج من الجنسين، للتعرف على واجباتهم ومسؤولياتهم ودورهم في تكوين أسرة مثالية، إضافةً إلى كيفية التعامل مع الخلافات الزوجية وحسن إدارتها وأهم العوامل لإنجاح الزواج، مشيراً أن إجمالي عدد المستفيدين من برنامج الزواج منذ انطلاقته أكثر من 1500 عريساً وعروسة، بواقع 10 حفلات زواج جماعي.

وفي ختام كلمته، شكر المطوع، أوقاف محمد بن عبدالعزيز الراجحي، الداعم الرئيس لتزويج 20 من مستفيدي الجمعية، كما شكر الأفراد والجهات المشاركة بحفل الزواج.. وهنّأ العرسان بهذه المناسبة السعيدة، سائلاً الله -تبارك وتعالى- أن يجمع بينهم في الخير ويبارك لهم، ويرزقهم الذرية الصالحة، والحياة الكريمة.

تلت ذلك كلمة الرئيس التنفيذي لأوقاف الشيخ محمد الراجحي -رحمه الله- عبدالعزيز بن محمد العنزي، أعرب فيها عن سروره لمشاركته هذه الليلة لفئة غالية على قلوبنا، من الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية.

وقال العنزي "نحمد الله أن يسّر هذا الحفل وكتب له النجاح، وننوّه بدور أوقاف الشيخ محمد الراجحي -رحمه الله تعالى-، حيث كانت أوقافه هي الداعمة والراعية للحفل، كما نشكر مجلس إدارة جمعية حركية، على جهودهم لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، ونشكر القائمين على هذا الحفل المبارك وهذا التنظيم الرائع، ونتمنى للعرسان كل التوفيق، وأن يرزقهم الله -سبحانه- الذرية الصالحة.

وأشار إلى أن أوقاف الشيخ محمد الراجحي سبق أن رعت حفلاً لجمعية المكفوفين وآخر لجمعية إنسان لرعاية الأيتام، وهذا الحفل الثالث، وهي مستمرة في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الهمم، وتوفير سبل الراحة، وتسعى لتمكينهم ودعم البرامج الهادفة التي تخدم فئات المجتمع.

وتخلل الحفل عرض مرئي لفيلم فرحة عريس ، يحاكي مشاعر المتزوجين وفرحتهم بليلة العمر، ثم كلمة العرسان ألقاها نيابة عنهم العريس محمد المجيري. وقال: نشكر الله -سبحانه- أن يسّر لنا الزواج وأتمه، كما نشكر جمعية حركية على دعمها لنا وتنظيم حفلات الزواج السنوية، والبرامج الأخرى التي تقدمها لخدمتنا، كما نشكر أوقاف الشيخ محمد الراجحي -رحمه الله-، على دعمه لنا ورعايته لهذا الحفل المبارك، وللحضور الكريم على مشاركتهم فرحتنا وأمسيتنا السعيدة، ومشاعر الفرح والسرور الجياشة داخلنا تفيض ابتهاجاً، وتتقد شموع الفرحة بمشاركتكم أفراحنا وسعادتنا. ودعمنا وتحقيق رغباتنا في الزواج لتكوين أسر مستقرة وحياة سعيدة.. وكلمة حق نشيد بها.. فدعمكم المتواصل لنا وأياديكم البيضاء التي تنهمر عطاءً وبذلاً كان لها الأثر البالغ في نجاحنا وتحقيق أحلامنا وبلوغ أهدافنا المستقبلية.

وتتابعت فقرات الحفل، حيث شارك الحضور زفة العرسان وشاطروهم فرحتهم في ليلتهم البهيجة، كما تخللت الحفل العرضة السعودية ابتهاجاً بالعرسان.

وفي ختام الحفل، كرّم المهندس ناصر بن محمد المطوع رئيس مجلس إدارة أوقاف محمد بن عبدالعزيز الراجحي، لدورهم في المسؤولية الاجتماعية، ودعمهم المتواصل لبرامج الجمعية، واستشعارهم بفئات المجتمع، ومساهمتهم الفاعلة في الاحتفاء بتزويج الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، كما كرّم الجهات والأفراد الداعمين لحفل الزواج الجماعي والفرق التطوعية، والتقاط الصور التذكارية ودعوة الجميع إلى تناول وجبة العشاء.

جديرٌ بالذكر أن "حركية" تسعى لتحقيق الريادة والتميز في تقديم البرامج والخدمات النوعية لذوي الإعاقة الحركية من الكبار في المملكة العربية السعودية، إضافة إلى توفير الرعاية الشاملة لذوي الإعاقة الحركية من الكبار من خلال مساهمتها في تقديم حزمة من البرامج الاجتماعية والصحية والتعليمية والتدريبية والتأهيلية وبرامج التوظيف وبرامج الرعاية العامة والخدمات المساندة بشراكة كاملة مع المجتمع، وتحقيق التكامل بين القطاع الخاص وغير الربحي الذي أكّدته الرؤية الطموحة للمملكة 2030.